وقس على ذلك سائر المواضيع في العقيدة الإسلامية، وقابلها مع ما تقول سائر الشرائع فيها، ترى تلك السمة بنفسها في العقيدة الإسلامية ونقيضها في غيرها.
إن من العوامل التي ساعدت على انتشار الإسلام بسرعة في مختلف الحضارات وتغلغله بين الأوساط، اتسامه بسهولة العقيدة ويسر التكليف.
يقول الأستاذ الشيخ محمد محمد المدني المغفور له:
يقول الله عز وجل في حض العباد على التفكر في خلقه وآثاره وما له من تصريف وتدبير: * (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) *.
* (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) *، * (فانظروا كيف بدأ الخلق) *، * (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) *، * (فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها) *، * (قل سيروا في الأرض ثم انظروا) *، * (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) *.
ويقول الله عز وجل في وصف نفسه، وإعلام المخلوقين بأنه فوق ما يعقلون أو يدركون: * (وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير) *، * (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) *، * (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد) *، * (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون * بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل * لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) *.
فالقرآن الكريم لم يأت لنا أبدا بشئ يفصح عن ذات الله تعالى من حيث الحقيقة والكنه، وإنما هو يلفت دائما إلى آثار الله في الخلق والتصريف (1).