شعبة فيهدماها، وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأما الصلاة، فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه، فقالوا: يا محمد! فسنؤتيكها، وإن كانت دناءة (1).
انظر إلى التعصب المميت للعقل يسأل رسول الله - الذي بعث لكسر الأصنام وتحطيم كل معبود سوى الله - أن يدع لهم الطاغية وهي اللات لا يهدمها ثلاث سنين وكان هذا الاقتراح نابعا عن العصبية لطرق الآباء وسلوكهم. وكان المقترح في حضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد الابتداع في الدين بيده.
هذه هي الأسباب العامة وهناك أسباب خاصة لظهور البدع في المجتمع الإسلامي لا تخفى على القارئ الكريم.
5 - التسليم لغير المعصوم:
إن من أسباب نشوء البدع التسليم لغير المعصوم، فلا شك أنه يخطأ وربما يكذب فالتسليم لقوله سبب للفرية على الله سبحانه والتدخل في دينه عقيدة وشريعة.
إذا كان النبي الأكرم خاتم النبيين وكتابه خاتم الكتب وشريعته خاتم الشرائع فلا حكم إلا ما حكم به، ولا سنة إلا ما سنه، والخروج عن هذا الإطار تمهيد لطريق المبتدعين، وعلى ضوء ذلك فلا معنى معقول لتقسيم السنة إلى سنة النبي وسنة الصحابة، وتلقي الأخيرة حجة شرعية وإن لم يسندها إلى المصدرين