البدعة ، مفهومها ، حدها ، آثارها - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٤٠
المسألة الثانية:
شد الرحال لزيارة قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) اتفق المسلمون على جواز زيارة القبور وخاصة زيارة قبور الأنبياء والصالحين، إلا ما حكي عن ابن سيرين والنخعي والشعبي والنسبة غير ثابتة، وقد تضافرت الروايات على هذا الجواز وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله وقال: " استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت " (1).
وقال: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة " (2).
ونقتصر من الروايات الكثيرة على هذا المقدار (3).

(١) مسلم: الصحيح: ٣ / ٦٥، باب استئذان النبي ربه في زيارة قبر أمه.
(٢) الترمذي: الصحيح: ٣ / ٢٧٤، باب الجنائز المطبوع مع شرح ابن العربي المالكي. وقال بعد نقل هذا الحديث عن بريدة: حديث بريدة صحيح والعمل على هذا عن أهل العلم ولا يرون بزيارة القبور بأسا وهو قول ابن مالك والشافعي وإسحاق.
(٣) تحسن مراجعة المصادر الآتية: سنن ابن ماجة: ١ / 114 ط. الهند باب ما جاء في زيارة القبور، أبو داود: الصحيح: 2 / 195، كتاب الجنائز، باب زيارة القبور.. مسلم: الصحيح: 4 / 73 كتاب الجنائز، باب زيارة القبور. إلى غيرها من المصادر.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست