قال في غاية المرام: الثاني محمد بن يعقوب أيضا، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي جعفر الأحول، وأنا أسمع: فقال: لقيت البصرة؟ قال: نعم، فقال: كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه؟ فقال: والله إنهم لقليل، وقد فعلوا، وإن ذلك لقليل، فقال: عليك بالأحداث، فإنهم أسرع إلى كل خير، ثم قال: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قلت: جعلت فداك إنهم يقولون أنهم لأقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
كذبوا، إنما نزلت فينا خاصة، في أهل البيت، في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء عليهم السلام. (1) أقول: بعد ما تبين لك أن المودة التي هي أجر الرسالة إنما هي لبعض قربي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعين أنها إنما هي لأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، لأنهم أقرب منه صلى الله عليه وآله وسلم رحما ومنزلة، فلا يجوز أن يكون أجر الرسالة مودة سائر أقاربه دون أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم، بل قيل إن هيئة فعلى من أبنية المصادر تفيد مزية (2) وجود المبدأ، فعلى هذا يكون مفاد " قربى " هي القرابة القريبة، فلا ينطبق حينئذ على مطلق أقاربه صلى الله عليه وآله وسلم فيخرج منه ولد عباس، لعدم القرابة القريبة فيهم.
هذا وللمفسرين بالرأي كلمات غريبة في المقام، ففسر بعضهم القربى بالتقرب إلى الله تعالى، وبعضهم المودة بمودة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.