نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٢٤
من الخردلة إذ أجزاء كل منهما غير متناهية وما لا يتناهى كيف يكون أصغر مما لا يتناهى أو أكبر منه وفائدة هذا الخلاف تظهر في ثلاثة أمور أحدها وصفه تعالى بالقدرة على خلق الجزء الذي لا يتجزى فعندنا يوصف به تعالى وهو على كل شئ قدير ولأنه ممكن وعندهم لا يوصف لكونه محالا والثاني في الاحصاء والدليل لنا عليه قوله تعالى وأحصى كل شئ عددا فلو لم يكن نهاية لما يتحقق الاحصاء من حيث العدد فيلزم الخلف في كلامه تعالى والثالث في مسألة الحوض الكبير إذا وقع فيه نجاسة فعندنا لا يتنجس ما لم يظهر أثرها وعندهم يتنجس وإن قلت النجاسة لأنه لا يتناهى تجزيها فكان في كل قطرة من قطرات الماء نجاسة الإعراب في الأذهان متعلق بحق أي ثابت في الأذهان وحق خبر مقدم وكون مبتدأ مؤخر وبلا وصف التجزي صفة جزء وخال صفة بعد صفة ويا ابني جملة ندائية معترضة بين الصفتين (وحاصل معنى البيت) إن وجود الجزء الذي لا يوصف بالتجزي الخالي بنفسه عن قبول التجزي ثابت ومتحقق في عقول أهل السنة والجماعة وله ثبوت وتحقق في الأذهان والله تعالى قادر على خلقه خلافا لما يقوله المعترضة وقد علمت بطلان قولهم وكون خالي صفة كما قلنا ومشى عليه بعض الشراح مفيد كما ترى وقال شيخنا في شرحه وقوله يا ابن خالي ترحم وتلطف لأن ابن الخال له رحم فكأنه قال إني نصحت لك القول بذكر هذه الفوائد النافعة كما ينصح ذو الرحم رحمه أنتهي وعلى كل فهو تتميم للبيت لكن حمله على الأول المفيد أولى تنبيه اعلم أن في إثبات الجوهر الفرد الذي لا يقبل التجزي نجاة من كثير من ظلمات أهل الاعتزال مثل إثبات الهيولى والصورة المؤدي إلى قدم العالم ونفي حشر الأجساد لأن إثباتهما موقوف على نفي الجزء الذي لا يتجزى فإذا ثبت بطل إثبات الهيولى والصورة والحشر مبني على حدوث العالم وانفطار السماوات وكون الصانع مختارا وإلا لصار الكل منتفيا على تقدير قدم العالم واعلم أن الهيولى أربعة أنواع، هيولى الصناعة، وهيولى الطبيعة، وهيولى الشكل، وهيولى الأولى فهيولى الصناعة، كل جسم يعمل منه الصانع مصنوعه كالحديد للحداد مثلا يعمل منه السيف والسكين والفأس وغير ذلك فكلها معمولة من جوهر واحد وهو الحديد فهو الهواء والماء والنار والتراب لأن ما تحت فلك القمر من الكائنات أعني المعادن والنبات والحيوان إنما يكون من هذه الأربعة وإليها ينتقل عند الفساد والنوع الثالث هيولى الشكل وهو الجسم المطلق الذي يحصل من جملة العالم الجسماني أعني الأفلاك والكواكب والأركان الأربعة والمواليد الثلث والنوع الرابع وهو الهيولى الأولى فعند بعضهم
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139