و " هدى للمتقين " مقرر ل " ذلك الكتاب " لاتفاقهما معنى. بخلاف " لا ريب فيه " فإنه يخالفه معنى.
ب: كون الثانية بدلا من الأولى لأن الأولى غير وافية والثانية وافية والمقام يقتضي اعتناء بشأن المراد لنكتة ككون المراد مطلوبا في نفسه أو فظيعا أو عجيبا أو لطيفا فنزل الثانية من الأولى منزلة بدل البعض أو الاشتمال.
فبدل البعض نحو (أمدكم بما تعلمون * أمدكم بأنعام وبنين * وجنات وعيون) (1). فإن المراد التنبيه على نعم الله تعالى والمقام يقتضي اعتناء بشأنه لكونه مطلوبا في نفسه وذريعة إلى غيره. والجملة الثانية أعني " أمدكم بأنعام وبنين " بدل بعض، لأن " ما تعلمون " يشمل الأنعام وغيرها، وهي أوفى بتأدية المراد لدلالتها على نعم الله بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطبين المعاندين.
وبدل الاشتمال نحو:
أقول له ارحل لا تقيمن عندنا * وإلا فكن في السر والجهر مسلما فإن المراد ب " إرحل " كمال إظهار الكراهة لإقامة المخاطب و " لا تقيمن " أوفى بتأديته، لدلالة " لا تقيمن " على إظهار الكراهة بالمطابقة (2) مع التأكيد الحاصل من النون.
و " لا تقيمن " لا تكون تأكيدا ل " إرحل " لمغايرتها لها ولا بدل بعض لكونها غير داخل فيها.
ولم يذكر بدل الكل لأنه إنما يتميز عن التأكيد بمغايرة اللفظين وكون المقصود هو الثاني، وهذا لا يتحقق في الجمل لا سيما التي لا محل لها من الإعراب (3).