البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٢٣٢
المجاز المركب هو على قسمين: المجاز المركب المرسل والتمثيل على سبيل الاستعارة.
تمهيد كما أن المفردات مثل " زيد " و " رجل " موضوعة بوضع شخصي كذلك المركبات ك‍ " ضرب زيد " مثلا موضوعة بحسب النوع فإن " ضرب " موضوع للفعل الحادث في الزمن الماضي، فإذا استعمل في الاستقبال كان مجازا لخروجه من وضعه النوعي الأولي. فالجمل المستعملة في غير ما وضعت له إذا كانت علاقتها غير المشابهة تسمى مجازا مرسلا، نحو (1) " إذا وقعت الواقعة " (2) و (إذا السماء انشقت) (3). وإذا كانت علاقتها المشابهة تسمى تمثيلا أو التمثيل على سبيل الاستعارة، لكون وجهها منتزعا من متعدد، نحو " إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى " لمن تردد في فعل. شبه صورة تردد الإنسان المتحير في فعل بصورة من تردد ليذهب، فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا وتارة لا يريد فيؤخر أخرى، فذكرت جملة المشبه به وأريد المشبه كما في الاستعارة التصريحية.
فكل مثل في أي لسان جاء تمثيل، ولهذا قالوا: " الأمثال لا تتغير " لأن الاستعارة هي اللفظة المشبه به المستعمل في المشبه، فلو غير المثل لما كان لفظ المشبه به بعينه فلا يكون استعارة فإذا لا يكون مثلا، ولهذا لا يلتفت إلى الأمثال من جهة مضاربها تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وتثنية وجمعا، بل ينظر إلى مواردها كما

(1) من أمثلتها استعمال الماضي في المستقبل وبالعكس أو الإنشاء في الأخبار وبالعكس، وكذا ما قلنا في إخراج الكلام على مقتضى الحال من نحو " جعل المنكر بمنزلة غيره " في ص 45. وما قلنا في الخلاف لمقتضى الظاهر من نحو الالتفات وغيره في ص 84، فإن كل هذه المباحث من المجاز المركب المرسل.
(2) الواقعة (56) الآية 1.
(3) الانشقاق (84) الآية 1. والفعلان في الآيتين ماضيان استعملا في الاستقبال.
(٢٣٢)
مفاتيح البحث: الضرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست