المجاز المركب هو على قسمين: المجاز المركب المرسل والتمثيل على سبيل الاستعارة.
تمهيد كما أن المفردات مثل " زيد " و " رجل " موضوعة بوضع شخصي كذلك المركبات ك " ضرب زيد " مثلا موضوعة بحسب النوع فإن " ضرب " موضوع للفعل الحادث في الزمن الماضي، فإذا استعمل في الاستقبال كان مجازا لخروجه من وضعه النوعي الأولي. فالجمل المستعملة في غير ما وضعت له إذا كانت علاقتها غير المشابهة تسمى مجازا مرسلا، نحو (1) " إذا وقعت الواقعة " (2) و (إذا السماء انشقت) (3). وإذا كانت علاقتها المشابهة تسمى تمثيلا أو التمثيل على سبيل الاستعارة، لكون وجهها منتزعا من متعدد، نحو " إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى " لمن تردد في فعل. شبه صورة تردد الإنسان المتحير في فعل بصورة من تردد ليذهب، فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا وتارة لا يريد فيؤخر أخرى، فذكرت جملة المشبه به وأريد المشبه كما في الاستعارة التصريحية.
فكل مثل في أي لسان جاء تمثيل، ولهذا قالوا: " الأمثال لا تتغير " لأن الاستعارة هي اللفظة المشبه به المستعمل في المشبه، فلو غير المثل لما كان لفظ المشبه به بعينه فلا يكون استعارة فإذا لا يكون مثلا، ولهذا لا يلتفت إلى الأمثال من جهة مضاربها تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وتثنية وجمعا، بل ينظر إلى مواردها كما