البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٢٢٢
ذكر الشيء المستعار (1) ثم يرمزوا إليه بذكر شيء من روادفه (2) فينبهوا بذلك الرمز على مكانه، نحو شجاع يفترس أقرانه، ففيه تنبيه على أن الشجاع أسد ".
فلم يذكر " التخييلية "، وكلامه صريح في أن " المستعار " هو اسم المشبه به المتروك صريحا المرموز إليه بذكر لازمه.
مذهب الخطيب إنه قال: " الاستعارة المكني عنها عبارة عن إضمار التشبيه في النفس وعدم التصريح بشيء من أركانه، والاستعارة التخييلية أن يذكر المشبه ويذكر معه أمر مختص بالمشبه به " فعلى هذا تكون التخييلية قرينة وعلامة للاستعارة بالكناية وهما متلازمان، ومثل بما ذكرنا في قول السكاكي (3).
وتفسير الاستعارة بما ذكره شيء لا مستند له في كلام السلف ولا هو مبني على مناسبة لغوية.
3 - الوفاقية والعنادية إذا أمكن اجتماع المستعار منه والمستعار له في شيء تسمى الاستعارة " وفاقية " نحو (أو من كان ميتا فأحييناه) (4) أي ضالا فهديناه. استعار الإحياء للهداية وهما قابلان لأن يجتمعا في شخص واحد، وكذا استعار الميت للضال وهما مما لا يمكن اجتماعهما في شيء (5).
وإذا لم يمكن اجتماع المستعار منه والمستعار له في شيء تسمى الاستعارة

(1) أي لفظ المشبه به أو المستعار منه.
(2) في المثال الذي ذكره أراد من " المستعار " لفظ " السبع " ومن روادفه لفظ " يفترس ".
(3) أي " وإذا المنية أنشبت أظفارها... ".
(4) الأنعام (6) الآية 122.
(5) إذ الميت لا يوصف بالضلال لأن المراد بالضلال الكفر وهو جحد الحق، والجحد لا يقع من الميت لانتفاء شرطه وهو الحياة.
(٢٢٢)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست