البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٢٧٧
أو الاعتذار وغيرها على طريق الهزل، نحو:
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا * فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب فأراد من " كيف أكلك للضب " الجد وهو الذم وأنه لا مفاخرة معه ولكن ظاهره هزل.
29 - تجاهل العارف هو سؤال المتكلم عما يعلمه تجاهلا لنكتة كالتوبيخ، نحو:
أيا شجر الخابور مالك مورقا * كأنك لم تجزع على ابن طريف أو التحير في الحب، كقوله:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا * ليلاي منكن أم ليلى من البشر أو المبالغة في المدح، نحو:
ألمع برق سرى أم ضوء مصباح * أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي أو المبالغة في الذم، نحو:
وما أدري وسوف إخال (1) أدري * أقوم (2) آل حصن (3) أم نساء أي " أرجال آل حصن أم نساء " فهو يعلم أن " آل حصن " رجال لكنه تجاهل وأظهر انه التبس عليه أمرهم في الحال وإن كان سيعلمه في المستقبل فلم يدر هل هم رجال أم نساء.
وهذا التجاهل المنزل منزلة الجهل يفيد المبالغة في ذمهم من حيث إنهم يلتبسون بالنساء في قلة نفعهم وضعف فائدتهم.
وهذه أنموذج من نكت التجاهل وهي أكثر من أن يضبطها القلم.

(1) أي أظن، والقاعدة فتح الهمزة لأن حرف المضارع الداخل على الثلاثي مفتوح لكن كسر الهمزة أفصح لأنه ورد عن العرب كذلك.
(2) " القوم " بمعنى الرجال بقرينة مقابلته ب‍ " نساء ".
(3) اسم قبيلة كان رئيسهم رجل اسمه " حصن ".
(٢٧٧)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست