البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٢٣٨
الموصوف، مثل " مجامع الأضغان " كناية عن " القلب " لأ نه مجمع الضغن أي الحقد في قوله:
الضاربين بكل أبيض مخذم * والطاعنين مجامع الأضغان ونحو (أو من ينشأ في الحلية) (1) كناية عن البنات والنساء.
الثاني: أن يكون للموصوف صفات مختصة بموصوف واحد، فنذكرها كناية عن ذاك الموصوف، مثل " الحي، المستوي القامة، عريض الأظفار " كناية عن الإنسان، ونحو (وحملناه على ذات ألواح ودسر) (2) كناية عن السفينة. ويشترط في كلا القسمين اختصاص الصفة بالمكنى عنها ليحصل الانتقال.
الكناية عن الصفة:
ولها أقسام ثلاثة، وتسمى بالواضحة والخفية والبعيدة.
" الواضحة " ما يحصل الانتقال فيها بلا واسطة وبلا تأمل ونظر، كقولهم " هو طويل نجاده " كناية عن طول القامة، ونحو (فأصبح يقلب كفيه) (3) كناية عن الندم.
" الخفية " ما يحصل الانتقال فيها بلا واسطة ولكن يحتاج فهم المعنى والانتقال إلى المقصود بإعمال فكر لكونها غير واضحة بين العرف، نحو " زيد عريض القفا " كناية عن الحماقة والبله.
" البعيدة " ما يحصل الانتقال فيها بواسطة، وبحسب قلة الوسائط وكثرتها تختلف الدلالة على المطلوب وضوحا وخفاءا، فكلما كان الوسائط أكثر كان الوضوح أقل وبالعكس، نحو " زيد كثير الرماد " و " زيد جبان الكلب " كنايتين عن جوده مع التفاوت في الخفاء والظهور.
الكناية عن النسبة الكناية عن النسبة بمعنى أن المطلوب بالكناية إثبات أمر لآخر أو نفيه عنه

(1) الزخرف (43) الآية 18.
(2) القمر (54) الآية 13.
(3) الكهف (18) الآية 42.
(٢٣٨)
مفاتيح البحث: الإخفاء (1)، السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست