فقول الشاعر " مثله " اسم " ما " و " في الناس " خبره و " إلا مملكا " منصوب لتقدمه على المستثنى منه.
قيل: ذكر " ضعف التأليف " يغني عن ذكر " التعقيد اللفظي " وفيه نظر لجواز أن يحصل " التعقيد " باجتماع عدة أمور موجبة لصعوبة فهم المراد وإن كان كل منها جاريا على قانون النحو.
المعنوي هو " كون الكلام معقدا أي لا يكون ظاهر الدلالة على المراد لخلل واقع في انتقال الذهن من المعنى الأول المفهوم بحسب اللغة إلى المعنى الثاني المقصود وذلك بسبب إيراد اللوازم البعيدة المفتقرة إلى الوسائط الكثيرة مع خفاء القرائن الدالة على المقصود " (1) مثل بيت " عباس بن الأحنف " (2):
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا * وتسكب عيناي الدموع لتجمدا الشاهد في المصرع الثاني وفيه كنايتان: إحداهما جعل سكب الدموع كناية عما يلزم فراق الأحبة من الكآبة والحزن، وهذا لا تعقيد فيه لأنه مطابق لاستعمال البلغاء. وثانيتهما جعل جمود العين كناية عما يوجبه الوصال من الفرح والسرور وفيه خفاء لأن الانتقال يكون من جمود العين إلى بخلها بالدموع حال إرادة البكاء وهي حالة الحزن لا إلى ما قصده من السرور الحاصل بالملاقاة.
ومعنى البيت: اني اليوم أطيب نفسا بالبعد والفراق وأوطنها على مقاساة الأحزان والأشواق وأتجرع غصصها وأتحمل لأجلها حزنا يفيض الدموع من عيني لأتسبب بذلك إلى وصل يدوم ومسرة لا تزول فإن الصبر مفتاح الفرج ولكل