البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٣١٧
التعقيد اللفظي - أعني التقديم والتأخير الموجب للالباس - وعن التعقيد المعنوي، وأن تكون ألفاظ تلك المواضع متقاربة في السلاسة والقوة والسهولة، وهذا الشرط راجع إلى الجمل.
والمراد من " أصح معنى " أن يسلم من التناقض (1) والابتذال (2) ومخالفة عرف البلغاء (3)، وهذا الشرط راجع إلى المفردات والجمل.
1 - الابتداء هو أول ما يقرع السمع، فإن كان عذبا حسن السبك صحيح المعنى أقبل السامع على الكلام فوعى جميعه، وإلا أعرض عنه وإن كان الباقي في غاية الحسن.
فالابتداء الحسن في تذكار الأحبة والمنازل كقول امرئ القيس:
قفا (4) نبك من (5) ذكرى (6) حبيب ومنزل * بسقط (7) اللوى (8) بين الدخول (9) فحومل (10) وينبغي أن يتجنب في المديح ما يتطير به، مثل " لا تقل بشرى " في هذا البيت:
لا تقل بشرى ولكن بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان وأحسن الابتداء ما ناسب المقصود ويسمى " براعة الاستهلال " مثل بيت " أبي محمد الخازن " في مطلع قصيدة يهنئ الصاحب بولد لابنته:
بشرى (11) فقد أنجز الإقبال ما وعدا * وكوكب المجد في أفق العلى صعدا

(1) يعني الامتناع والإبطال، والمقصود " إيهام التناقض " لأن السلامة من التناقض لازم لا مستحسن، وبحثنا في المستحسن.
(2) يعني لم يكن المعنى ضروريا وبديهيا، إذ البديهي ليس بمفيد بل هو لغو.
(3) كالتكرار في غير موارد المستحسن.
(4) تثنية " قف " والخطاب لواحد.
(5) بمعنى التعليل.
(6) أي التذكر.
(7) الباء بمعنى عند، و " السقط " بمعنى منتهى الأرض الرملة.
(8) أي رمل معوج.
(9 و 10) مكانين.
(11) أي هذه بشرى.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست