رأى خلتي من حيث يخفى مكانها * فكانت قذى عينيه حتى تجلت و " ما في معنى الروي من الفاصلة " مثل الراء في (أما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر) (1) فإنه بمنزلة حرف الروي، ومجئ الهاء قبلها في الفاصلتين " لزوم ما لا يلزم " لصحة السجع بدونها في مثل " لا تقهر " أو " لا يسخر ".
تذنيب هنا تمت بيان المحسنات المعنوية واللفظية. ولكن يلزم ذكر مطلبين:
تشخيص المعنوية من اللفظية، وشرط حسن المحسنات.
ألف: تشخيص المعنوية من اللفظية تعرف المحسنات اللفظية بأن اللفظ إذا غير مع حفظ المعنى زال المحسن مثل " الجناس والسجعة " بخلاف المعنوية فإن اللفظ إذا غير مع حفظ المعنى يبقى المحسن كحسن التعليل مثلا. وكل من المعنوية واللفظية دخيل في الآخر مع الفرق بأن المحسنات اللفظية مربوطة باللفظ أولا وبالذات وبالمعنى ثانيا وبالعرض، بعكس المعنوية فإنها مربوطة بالمعنى أولا وبالذات وباللفظ ثانيا وبالعرض.
ب: شرط حسن المحسنات هو أن تكون الألفاظ تابعة للمعاني بأن تترك المعاني على طبيعتها، فتطلب لأنفسها ألفاظا تليق بها، وعند هذا تظهر البلاغة والبراعة ويتميز الكامل من القاصر دون العكس بأن تكون المعاني توابعا للألفاظ وتأتي الألفاظ مصنوعة متكلفة فيتبعها المعنى كيفما كانت فيصير كغمد من ذهب على سيف من خشب.