استعمال " إن " في القطع قد تستعمل " إن " في مقام الجزم بوقوع الشرط لهذه الأغراض:
ألف: التجاهل: كما إذا سئل العبد عن سيده هل هو في الدار وهو يعلم أنه فيها فيقول: " إن كان فيها أخبرك " فيتجاهل خوفا من السيد.
ب: عدم جزم المخاطب بوقوع الشرط فيجري الكلام على سنن اعتقاده كقولك لمن يكذبك: " إن صدقت فماذا تفعل " مع علمك بأنك صادق.
ج: تنزيل المخاطب العالم بوقوع الشرط منزلة الجاهل لمخالفته مقتضى العلم كقولك لمن يؤذي أباه: " إن كان هذا أباك فلا تؤذه ".
د: توبيخ المخاطب بأن المقام لا يصلح إلا لفرض الشرط كما يفرض المحال لغرض من الأغراض، نحو (أفنضرب عنكم الذكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين) (1) فيمن قرأ " إن " بالكسر. فكونهم مسرفين أمر مقطوع به لكن جيء بلفظ " إن " لقصد التوبيخ بأن الإسراف من العاقل في هذا المقام يجب أن لا يكون إلا على سبيل الفرض لاشتمال المقام على الآيات الدالة على أن الإسراف لا ينبغي أن يصدر من العاقل أصلا، كما يستعملون " إن " في المحال لتنزيله منزلة مالا قطع بعدمه لقصد التبكيت وإرخاء العنان، نحو (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) (2).
ه: تغليب غير المتصف بالشرط على المتصف به كما إذا كان القيام قطعي الحصول لزيد، غير قطعي لعمرو فتقول: " إن قمتما كان كذا ".
أقسام التغليب التغليب باب واسع يجري في مقامات مختلفة:
1 - تغليب الذكر على الأنثى بأن أجرى الصفة المشتركة بينهما على طريقة إجرائها على الذكور خاصة، نحو (وكانت من القانتين) (3).