البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٣١٤
شاهت (1) الوجوه وقبح اللكع (2) ومن يرجوه ". وفي النظم مثل " حفت الجنة بالمكاره " (3) في بيت " صاحب بن عباد ":
قال لي إن رقيبي * سيئ الخلق فداره (4) قلت دعني وجهك ال‍ * جنة حفت (5) بالمكاره وقد ينقل المقتبس عن معناه الأصلي، نحو (ربنا إنى اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) (6) فإن معناه في القرآن واد لا ماء فيه ولا نبات، وقد نقله الشاعر إلى شخص لا خير فيه:
لئن أخطأت في مد * حك ما أخطأت في منعي لقد أنزلت حاجاتي * بواد غير ذي زرع كما لا بأس بتغيير يسير في اللفظ المقتبس لرعاية الوزن وغيره، كتغيير (إنا لله وإنا إليه راجعون) (7) في هذا البيت:
قد كان ما خفت أن يكونا * إنا إلى الله راجعونا (8) 3 - التضمين هو أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير، بيتا كان أو ما فوقه، ومصراعا أو ما دونه مع التنبيه على أنه من شعر الغير (9) إن لم يكن مشهورا عند البلغاء، مثل المصرع الثاني من هذا البيت (10):

(١) أي قبحت وتغيرت.
(٢) على زنة " صرد " أي اللئيم.
(٣) بحار الأنوار: ج ٦٧ ص ٧٨ في ذيل الحديث 12 وتمامه " وحفت النار بالشهوات ".
(4) من المداراة.
(5) أي أحيطت.
(6) إبراهيم (14) الآية 37.
(7) البقرة (2) الآية 156.
(8) الألف إشباعي والتغيير بتقديم " إلى الله " وبحذف لام لله وكلمة " إنا " وضمير " إليه ".
(9) وبهذا يتميز عن السرقة والأخذ.
(10) البيت للغلام الذي عرضه أبو زيد للبيع على ما نقله الحريري.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست