البليغ في المعاني والبيان والبديع - الشيخ أحمد أمين الشيرازي - الصفحة ٣٠
بلاغة المتكلم هي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ. فعلم مما تقدم أن كل بليغ (كلاما أو متكلما) فصيح لأن الفصاحة مأخوذة في تعريف البلاغة مطلقا ولا عكس، أي ليس كل فصيح بليغا.
ج (1): انحصار علم البلاغة في المعاني والبيان وضع علم المعاني للاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد، وعلم البيان للاحتراز عن التعقيد المعنوي، وسموا هذين العلمين علم البلاغة لمكان مزيد اختصاص لهما بالبلاغة وإن كانت البلاغة تتوقف على غيرهما من العلوم لأن الفصاحة جزء للبلاغة، ونحتاج لتحصيل الفصاحة إلى علمين وحس:
1 - " متن اللغة " (2) لتمييز السالم من الغرابة عن غيره.
2 - " التصريف " لئلا تكون الكلمة مخالفا للقياس.
3 - " الحس السليم " لدرك تنافر الكلمة والكلام.

(1) تقدم بحث " ألف " و " ب " في ص 19.
(2) " متن اللغة " أي علم معرفة مفردات الألفاظ وهو أعم من اللغة لأن اللغة تطلق على جميع العلوم الأدبية وهي تكون ثلاثة عشر علما وجمعت في البيتين:
نحو وصرف عروض بعده لغة * ثم اشتقاق قريض الشعر إنشاء كذا المعاني البيان والخط قافية * تاريخ هذا العلم العرب إحصاء ولنضف إليها البديع.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 35 36 ... » »»
الفهرست