والهواء واللواء، مكسورتين، أن تقبل بالشيء وتدبر، أي تلاينه مرة وتشاده أخرى.
قال الفراء: أرسل إليه بالهواء واللواء فلم يأته، والهواء واللواء أن يقبل ويدبر، ومعناه في اللين والشدة يلاينه مرة ويشاده أخرى، انتهى.
ولم يذكره في لوي. والذي ذكره القالي في آخر الممدود من كتابه؛ وقولهم: جاء بالهواء واللواء إذا جاء بكل شيء فتأمل.
ومن خفيف هذا الباب: هي، بكسر الهاء وتخفيف الياء، وتشدد. قال الكسائي: هي لغة همدان ومن والاهم يقولون هي فعلت، قال: وغيرهم من العرب يخففها وهو المجمع عليه فتقول: هي فعلت، قال: وأصلها أن تكون على ثلاثة أحرف مثل أنت؛ كناية عن الواحد المؤنث كما أن هو كناية عن الواحد المذكر.
قال الكسائي: وقد تحذف ياؤه إذا كان قبلها ألف ساكنة فيقال حتى ه (1)؛ كذا في النسخ والصواب حتاه فعلت ذلك؛ وهكذا هو نص الكسائي ومثله وإنما فعلت ومنه:
قال اللحياني: قال الكسائي: لم أسمعهم يلقون الياء عند غير الألف إلا أنه أنشدني هو ونعيم قول الشاعر:
* ديار سعدى إذه من هواكا (2) * فحذف الياء عند غير الألف؛ قال: وأما سيبويه فجعل حذف الياء الذي هنا للضرورة، وسيأتي له مزيد بيان في الحروف.
وهي بن بي، وهيان بن بيان: كناية عمن لا يعرف هو ولا يعرف أبوه. يقال: لا أدري أي هي بن بي هو؛ معناه أي الخلق هو.
أو كان هي بن بي من ولد آدم، عليه السلام، وانقطع نسله؛ ولو قال فانقرض كان أخصر؛ وكذلك هيان بن بيان.
قلت: جاء ذلك في نسب جرهم عمرو بن الحارث بن مضاض بن هي بن بي بن جرهم؛ حكاه ابن بري.
ويا هي مالي: كلمة تعجب، معناه يا عجبا؛ وأنشد ثعلب:
يا هي مالي قلقت محاوري * وصار أشباه الفغا ضرائري.
لغة في المهموز.
وقال اللحياني: قال الكسائي: يا هي مالي ويا هي ما أصحابك، لا يهمزان، وما في موضع رفع كأنه قال يا عجبي.
وهيا هيا: كلمة زجر (3) للإبل؛ أنشد سيبويه:
* ليقربن قربا جلذيا * * ما دام فيهن فصيل حيا * * وقد دجا الليل بهيا هيا (4) * * ومما يستدرك عليه:
الها، بالقصر: لغة في الهاء بالمد للحرف المذكور، والنسبة هائي وهاوي وهوي؛ والفعل منه هييت هاء حسنة، والجمع أهياء وأهواء وهاآت، كأدواء وأحياء ودايات.
والهاء بياض في وجه الظبي، وأنشد الخليل:
كأن خديها إذا لثمتها * هاء غزال يافع لطمتها نقله المصنف في البصائر.
وقال ابن الأعرابي: هي بن بي وهيان بن بيان وبي بن بي، يقال ذلك للرجل إذا كان خسيسا؛ وأنشد ابن بري:
فأقصعتهم وحطت بركها بهم * وأعطت النهب هيان بن بيان