تاج العروس - الزبيدي - ج ٢٠ - الصفحة ٣١٤
* سبق الجواد إذا استولى على الأمد (1) * واستيلاؤه على الأمد أن يغلب عليه بسبقه إليه، ومن هذا يقال: استولى فلان على مالي أي غلبني عليه.
ويقال: استبق الفارسان على فرسيهما إلى غاية: تسابقا إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر.
وقولهم: أولى لك: تهدد ووعيد؛ وأنشد الجوهري:
فأولى ثم أولى ثم أولى * وهل للدر يحلب من مرد؟ (2) قال الأصمعي: أي قاربه ما يهلكه، أي نزل به؛ وأنشد:
فعادى بين هاديتين منها * وأولى أن يزيد على الثلاث (3) ومنه قوله تعالى: (أولى لك فأولى) (4)؛ معناه التوعد والتهدد، أي الشر أقرب إليك.
وقال ثعلب: دنوت من الهلكة؛ وكذلك قوله تعالى: (فأولى لهم) (5)؛ أي وليهم المكروه، وهو اسم لدنوت أو قاربت.
قال ثعلب: ولم يقل أحد في أولى لك أحسن مما قال الأصمعي.
وقال غيرهما: أولى يقولها الرجل لآخر يحسره على ما فاته، ويقول له: يا محروم أي شيء فاتك؟.
وفي مقامات الحريري: أولى لك يا ملعون أنسيت يوم جبرون، وقيل هي كلمة تلهف يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة.
وفي حديث أنس: قام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوك حذافة، وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أولى لكم والذي نفسي بيده أي قرب منكم ما تكرهون؛ وقول الشاعر:
فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم * ولكن أولى يترك القوم جوعا (6) أولى في البيت حكاية، وذلك أنه كان لا يحسن الرمي، وأحب أن يتبدح (7) عند أصحابه فقال أولى، وضرب بيده على الأخرى فقال أولى، فحكى ذلك.
ويقال: هو أولى بكذا، أي أحرى به وأجدر.
ويقال: هم الأولى، كذا في النسخ، ووقع كذلك في بعض نسخ الصحاح، والصواب هو الأولى؛ وهم الأوالي والأولون، مثال الأعلى والأعالي والأعلون؛ وقوله تعالى: (من الذين استحق عليهم الأوليان) (8)، هي قراءة علي، رضي الله تعالى عنه، وبها قرأ أبو عمرو ونافع وكثير؛ وقال الزجاج: الأوليان في قول أكثر البصريين، يرتفعان على البدل مما في يقومان، المعنى: فليقم الأوليان بالميت مقام هذين الجانبين (9)، ومن قرأ الأولين رده على الذين، وكأن المعنى من الذين استحق عليهم أيضا الأولون (10)؛ قال: وهي قراءة ابن عباس، وبها قرأ الكوفيون (11)، واحتجوا بأن قال ابن عباس: أرأيت إن كان الأوليان صغيرين.
وتقول في المؤنث: هي الوليا، وهما الولييان، وهن الولى، وإن شئت الولييات، مثل الكبرى والكبريان والكبر والكبريات.
والتولية في البيع: هي نقل ما ملكه بالعقد الأول، وبالثمن الأول من غير زيادة، أي تشتري سلعة بثمن معلوم ثم توليها رجلا آخر بذلك الثمن؛ ونص التكملة:

(1) ديوانه النابغة الذبياني ط بيروت ص 33 وصدره:
إلا لمثلك أو من أنت سابقه وعجزه في اللسان والتهذيب.
(2) اللسان والصحاح والمقاييس 6 / 141 بدون نسبة.
(3) اللسان والتهذيب والمقاييس 6 / 141 والصحاح بدون نسبة.
(4) سورة القيامة، الآية 34.
(5) سورة محمد، الآية 20.
(6) اللسان والتهذيب بدون نسبة.
(7) اللسان والتهذيب: يمتدح.
(8) سورة المائدة، الآية 107.
(9) في اللسان والتهذيب: الجائيين.
(10) اللسان والتهذيب: الأولين.
(11) عبارة الخطيب: وبها قرأ حمزة وشعبة، كتبه مصحح اللسان.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست