فإنما حرك الياء بالكسر للضرورة ورده إلى أصله، وجائز في الشعر أن يرد إلى أصله.
وقد غنيت، كرضي غنى. ويقال: أغنى عنه غناء فلان، كسحاب، ومغناه ومغناته، ويضمان؛ أي ناب عنه؛ كما في المحكم.
وفي التهذيب والصحاح: أي أجزأ عنك مجزأه ومجزأه ومجزاته.
وقال الراغب: أغنى عنه كذا إذا كفاه، ومنه قوله تعالى: (ما أغنى عني ماليه) (1)، (ولن تغني عنهم أموالهم) (2).
وحكى الأزهري: ما أغنى فلان شيئا بالعين والغين: أي لم ينفع في مهم ولم يكف مؤنة.
وقال أيضا: الغناء، كسحاب: الإجزاء. ورجل مغن: أي مجز (3) كاف وسمعت بعضهم يؤنب عبده ويقول: أغن عني وجهك بل شرك، أي اكفني شرك وكف عني شرك؛ ومنه قوله تعالى: (شأن يغنيه) (4)، أي يكفيه شغل نفسه عن شغل غيره.
ويقال: ما فيه غناء ذاك (5): أي إقامته، والاضطلاع به (6)؛ نقله ابن سيده.
وغني بالمكان، كرضي: أقام به غنى.
وفي التهذيب؛ غني القوم في دارهم: إذا طال مقامهم فيها.
وقال الراغب: غني في مكان كذا، إذا طال مقامه مستغنيا به عن غيره، ومنه قوله تعالى: (كأن لم يغنوا فيها) (7)، أي لم يقيموا فيها.
وغني: أي عاش، نقله الجوهري.
وغني: لقي، هكذا في النسخ ولعله بقي وسيأتي قريبا ما يحققه.
والمغنى: المنزل الذي غني به أهله ثم ظعنوا عنه.
قال الراغب يكون للمصدر والمكان، والجمع المغاني.
أو عام، أي في مطلق المنزل، وكأنه استعمال ثان.
وغنيت لك مني بالمودة والبر: أي بقيت؛ نقله ابن سيده؛ وهذا يحقق ما تقدم من قوله: وغني بقي وقول الشاعر:
غنيت دارنا تهامة في الده * ر وفيها بنو معد حلولا (8) أي كانت؛ ومنه قول ابن مقبل:
أأم تميم إن تريني عدوكم * وبيتي فقد أغنى الحبيب المصافيا (9) أي أكون الحبيب.
وقال الأزهري: يقال للشيء إذا فني كأن لم يغن بالأمس، أي كأن لم يكن.
وغنيت المرأة بزوجها غنيانا، بالضم، وغناء: استغنت به؛ ومنه اشتقاق الغانية؛ وأنشد الجوهري لقيس ابن الخطيم:
أجد بعمرة غنيانها * فتهجر أم شاننا شانها؟ (10) والغناء، ككساء؛ من الصوت: ما طرب به؛ قال حميد بن ثور: