تضطرب المرأة عند المخاض ثم لم يفجأهم الا ورأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج سائر جسدها، فاستوت على الأرض قائمة فلما رأوا ذلك، قالوا يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك، فاسأله ان يخرج لنا فصيلها فسأل الله ذلك، فرمت به فدب حولها، فقال يا قوم أبقي شئ؟ قالوا لا فانطلق بنا إلى قومنا نخبرهم ما رأيناه ويؤمنوا بك، فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا سحر، وثبت الستة وقالوا الحق ما رأيناه، ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها. وزاد محمد بن أبي نصر في حديثه:
قال سعيد بن يزيد فأخبرني انه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام، فرأى جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.
وفى (التهذيب) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح عليهما السلام.
(وعن ابن عباس) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو آخذ بيد علي (ع) وهو يقول: يا معاشر الأنصار انا محمد رسول الله الا انى خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: انا وعلي وحمزة وجعفر. فقال قائل هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟ فقال كذلك انه لن يركب يومئذ الا أربعة:
انا وعلي وفاطمة وصالح، فاما انا فعلى البراق، واما فاطمة ابنتي فعلى العضباء، واما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، واما علي فعلى ناقة من نوق الجنة، زمامها من ياقوت عليه حلتان خضراوان فيقف بين الجنة والنار وقد الجم الناس العرق يومئذ فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم، فيقول الأنبياء والملائكة والصديقون ما هذا الا ملك مقرب أو نبي مرسل، فينادى مناد: ما هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه علي بن أبي طالب أخو رسول الله (صلوات الله عليهما في الدنيا والآخرة).
(وفى تفسير على بن إبراهيم) صالح قال لهم: لهذه الناقة شراب - أي تشرب ماؤكم يوما - وتدر لبنها عليكم يوما، فكانت تشرب ماءهم يوما وإذا كان