في هذه الآية * (ومن يتول الله ورسوله) * (1) بنفسه ثم بنبيه ثم بالذين آمنوا، والذين آمنوا عبارة عن علي عليه السلام بما تقدم من تفسيرها.
ووجوب الأمر من هذه الآية كوجوب الآية المتقدمة في الفصل الثالث * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * (2) من حيث العطف، لأنه عطف مفرد على مفرد أيضا، وفي ولايته كولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله عليه السلام.
وأما قول ابن عباس مع غزارة علمه ومعرفته وعلو مكانه (اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب) وقد ختم بها أعماله، دليل ظاهر على أنها أحب الوسائل إلى الله.
وأما الحزب الغالب فهو حزب الله تعالى، وما بعد حزبه إلا حزب الشيطان الخاسر، كما قال تعالى * (أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) * (3). وإذا كان ليس بين الحزبين حزب متوسط وكان علي عليه السلام وحزبه هو الحزب الغالب، كان المناوئ له هو الحزب الخاسر، وفي ذلك إثبات الحق له دون غيره.
ومما يدل أيضا على أن حزبه حزب الله سبحانه وتعالى ما رواه الشيخ الفقيه محمد بن جعفر المشهدي رحمه الله في كتابه كتاب ما اتفق فيه من الأخبار في فضل الأئمة الأطهار مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: حربك حربي، وسلمك سلمي.