نزل بغدير خم بالجحفة (1) بين مكة والمدينة، ثم أمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك (2)، ثم نودي بالصلاة جامعة، فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم شديد الحر، وإن منا من يضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر والرمضاء، ومنا من يضعه فوق رأسه، فصلى بنا صلى الله عليه وآله، ثم التفت إلينا فقال:
(الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شئ [علما] (3) وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه).
(حميدا لم يزل ومحمودا لا يزول، ومبدئا ومعيدا وكل أمر إليه يعود، بارئ المسموكات (4)، وداحي المدحوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على كل من ذرأه).
(يلحظ كل نفس (5) والعيون لا تراد. كريم حليم ذو أناة، قد وسع كل