فرق:
صالح المؤمنين أصلح المؤمنين، بدلالة العرف والاستعمال، لأن الشخص إذ قال: فلان عالم قومه وزاهد بلده، يريد أعلم وأزهد.
ويشهد بصحة ذلك ما روي عن عمرو بن العلاء من قوله: كان أوس بن حجر شاعر مصر، حتى نشأ النابغة وزهير يطأطأ، وهو شاتمهم في الجاهلية غير مدافع (1). وإنما أراد بلفظ الشاعر أشعر لا غير. وكذا قولهم:
فلان شجاع القوم، لا يقال ذلك إلا إذا كان أشجعهم.
وعلى هذا القول علي عليه السلام أصلح القوم، وأصلح على وزن أفعل والألف فيها تكون للتفضيل، وقد مر بيانه بفصل طالوت. فعلى هذا علي أفضل القوم.
ومما يؤد ذلك أنه عليه السلام أفضل وأشجع، وأنه لا جوز أن يخبر الله أن ناصر نبيه صلى الله عليه وآله إذا وقع التظاهر عليه بعد ذكره سبحانه وتعالى وذكر جبرئيل عليه السلام إلا من كان أقوى الخلق نصرة لنبيه وأمنع جانبا في الدفاع والذب عنه.
ولا يحسن ولا يليق بموضوع الكلام ذكر ضعيف النصرة ولا المتوسط فيها والحال هذه. ألا ترى أن أحد الملوك لو تهدد بعض أعدائه ممن ينازعه سلطانه ويطلب مكانه فقال: لا تطمعوا في ولا تحدثوا نفوسكم بمغالبتي فإن ناصري فلان وفلان، فلا يحسن أن يدخل في كلامه إلا من هو الغاية في النصرة المشهور بالشجاعة المعروف بحسن المدافعة.
ألم تر أن معاوية حيث ذكر كثرة من معه من العدد فهدده أمير المؤمنين