إليه، غير أنه يجب أن تعلم أن النبوة في أهل بيت صاحبها والأمر من بعده لمن خاطبت أولا برضاء الأمة واصطلاحها عليه، فخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة.
فقال: عرفت ما قيت أيها الرجل، وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت.
فانصرف الناس، وتقدم عمر ألا يذكر ذلك من بعد، وتوعد على ذكره بالعقاب، وقال: أم والله لولا أني أخاف أن تقول الناس قتل مسلما لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإني أظن أنهم شياطين أرادوا الإفساد على هذه الأمة وإيقاع الفرقة بينها.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان أما ترى كيف يظهر الله الحجة لأوليائه وما يزيد بذلك القوم إلا نفورا.
فهذا فتاوى علي بن أبي طالب وفتاوى أبي بكر في الأصول. وعلى تقدير أن أبا بكر إمام يجب الاقتداء به، فمن جملة ما يجب على المقتدى به اعتقاد ما ظهر في قوله من تجسم وشك في الدين والوصول إلى منازل الجنة والخوف على النفس على ما ظهر في خبر المفيد المشار إليه وفي هذا الخبر المذكور أيضا.
وهذا الخبر المذكور رواه أيضا الشيخ الصدوق أبو جعفر الطوسي والشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسين بن رطبة رحمهما الله تعالى، كلاهما يرفعانه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه.
ولا يخل ببرهان هذين الخبرين كون نقلهما من طريق الخاصة فقط، فهما ربما منقولان في كتب الجمهور، فيكفي تجويز صحتهما ونقلهما في