ألم تر أن السيف يزرى بحده متى قلت هذا السيف أمضى من العصا و (أفضل) تستعمل على ثلاثة أوجه: تستعمل مع الألف واللام كقولك (زيد الأفضل)، وتستعمل مع من كقولك (زيد أفقه من عمرو) معناه يزيد فقهه على فقه، وتستعمل مضافة كقولك (زيد أفضل القوم) فزيد بعض القوم لكن فضله يزيد على فضلهم.
وقد روي [عن] أهل المذاهب الأربعة في الفصل الثامن: أن النبي صلى الله عليه وآله قال لابنته فاطمة عليها السلام: زوجتك أعظمهم حلما، وأقدمهم سلما، وأعلمهم علما.
وهذه الكلمات النبوية على وزن أفعل، وهي تقتضي لعلي عليه السلام الزيادة على غيره وإن كان مساويا في الإنسانية. والمعنى الذي صار لأجله أفضل منهم هو بلوغ الغاية الحكمية وإدراك العلوم الربانية علما وعملا.
وهذه الألف في (أعظمهم) و (أقدمهم) و (أعلمهم) يسمى ألف التفضل، نقل عن سيبويه أنه قال: (أحمد) على وزن أفعل يدل على فضله على سائر الأنبياء لأجل ألف التفضيل. تم النقل عن سيبويه، فيجب أن يكون الألف في صفات علي عليه السلام دلالة على فضله على سائر القرابة والصحابة لحصول ألف التفضيل.
وأما الفضل فإنه جنس تحته خمسة أنواع:
النوع الأول: الفضيلة العلمية. وهي العلم بالأمور الكلية والجزئية.
النوع الثاني: الفضيلة العلمية، وهي كون الإنسان قائما بفضائل الأعمال