وسرة البطحاء (1)، الهادي في الظلمة الطخياء (2)، محمد وآله النجباء، البدور الخلفاء.
وبعد:
فإني عزمت على تصنيف كتاب كبير بسيط في الإمامة والمناقب يكون هذا الكتاب كالجزء منه أو كالمدخل إليه، فعاقت دونه العوائق من محاجزة الإيام (3) ومماطلة الأزمان، فرأيت أن الأخذ في القليل خير من تمني الكثير، فإن أمهل الله الكريم أستأنف الكلام المشبع في المستقبل إن شاء الله تعالى.
وها أنا ذاكر في هذا الكتاب من دلائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ومناقبه قليلا من كثير وقطرة من بحر غزير، لأن دلائله ومناقبه وفضائله وسوابقه يعجز عن حصرها باع الإحصاء لأنه سيد الأوصياء، وبعد النبي صلى الله عليه وآله أجل من فوق رقعة الغبراء (4)، أبو الأئمة الكرماء، العالم الرباني، الذي أعطته الحكمة مقاليدها (5)، وخلعت عليه صور الكمالات جدودها (6).