الفصل الثامن والأربعون في أن مناقب علي عليه السلام وقضاياه لا تحصى كثرة أما بعد، فإن الذي ذكرت من مناقب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وفضائله ودلائله في هذا الجزء إنما هي قطرة من بحار متلاطمة أمواجها متقاذفة أثباجها، عظمت لجتها برضاع النبوة فأزبدت أواذيها بكأس الرسالة فاستفحلت، وصفا ضياؤها بنور المعرفة فأشرقت، فحينئذ فضائله ودلائله يقصر عن حصرها باع الإحصاء، ولا طريق لأحد إلى استيفائها واستقصائها، ومن رام ذلك فقد رام مس الشمس ورد ما فات بالأمس.
روى جدي في نخبه قال: إن في حديث أبي جعفر الدوانيقي أنه سأل الأعمش: كم حديث ترويه في فضائل علي عليه السلام؟ فقال: عشرة آلاف حديث.
قال: وقال رجل لابن عباس: ما أكثر مناقب علي وفضائله، إني لأحسبها ثلاثة آلاف. فقال: أولا تقول إنها إلى ثلاثين ألفا أقرب.
وروي عن السيد المرتضى قدس الله روحه أنه قال: سمعت شيخا مقدما في الرواية من أصحاب الحديث يقال له أبو حفص عمر بن شاهين يقول: إني جمعت من فضائل علي عليه السلام خاصة ألف جزء - يعني بها