الفصل الرابع والأربعون في ذكر الوجوه الستة الولاية إما أن تكون على صفاء الظاهر وصلاحه، أو على الباطن، أو عليهما، أو لا عليهما.
فإن كانت على الظاهر أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان أذب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف وأقتل لأعداء الله سبحانه وتعالى وأكثر آثارا في الجهاد وأعظم مناوأة لرسول الله في جميع المواطن وأشد دفاعا عنه وأحمد إسعادا له من أبي بكر، فوجبت له الولاية دون أبي بكر على الظاهر، لأن المعلوم من أبي بكر ضد ذلك، لأنه فر يوم أحد وانهزم يوم حنين ويوم خيبر وولى الدبر يوم التقى الجمعان، وأسلم رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه المواطن مع فرض الله عليه من وجوب الجهاد وحضر عليه من تولي الأدبار بقوله جل وعلا * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار) * (1) الآية.
وأما إن كانت على الباطن فلا طريق إلى العلم بها إلا بالوحي من علام الغيوب، وقد قال الله تعالى * (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا