فصل (في ذكر شئ من معجزاته عليه السلام) (على سبيل الجملة) ظهور المعجز على يد علي بن أبي طالب عليه السلام دلالة على صحة ما ادعاه من الإمامة، لأن ظهور المعجز يدل على صدق من ظهر على يده فيما يدعيه، لأنه يقع موقع التصديق ويجري مجرى قوله لما يدعي:
صدقت فيما تدعيه.
وإذا كان هذا حكم المعجز ما يمتنع أن يظهره الله تعالى على يد من ادعى الإمامة، يدل به على عصمته ووجوب طاعته والانقياد له، كما لا يمتنع أن يظهره الله تعالى على يد من يدعي النبوة.
فإن قيل: لو جاز ظهور المعجز على يد غير الأنبياء لاقتضى تجويز ظهوره على (يد) غيرهم التنفير عن النظر إليهم.
فالجواب: ظهور نفس المعجز دال على صدق المدعي ويرجع إلى قوله في كونه نبيا أو إماما أوليس بنبي ولا إمام، ولو لزم التنفير عن النظر لأجل تجويز الناظر أن يكون من ظهر على يده المعجز ليس بنبي لزم مثله في النفور إذا كان الناظر قبل نظره في المعجز مجوزا أن يكون شعبذة (1) أو سحرا، ومعلوم أن مع هذا التجويز الأخير لم يحصل معه شئ من التنفير، فكذا مع التجويز في الأول (2).