ومما يدل على محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام ما انتشر به الذكر واشتهرت به الرواية بين الفريقين وتواترت من حديث الطائر وقول النبي (ص): اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر. فجاء أمير المؤمنين فأكل معه، فكان عليه السلام أحب الخلق إلى الله وأعظمهم ثوابا عنده وأكثرهم قربا إليه وأفضلهم عملا له.
فمنها: ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى سفينة مولى رسول الله (ص) قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله طيرين بين رغيفين [ولم يكن في البيت غيري وغير أنس، فجاء النبي فدعا بغذائه، فقلت: يا رسول الله قد أهدت إلينا امرأة من الأنصار هدية] فقدمت إليه الطيرين، فقال رسول الله: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك. فجاء علي [بن أبي طالب وضرب الباب ضربا خفيفا، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو الحسن، ثم ضرب الباب] فرفع صوته، فقال رسول الله: من هذا؟ قال: علي. قال: فافتح له، ففتحت له فأكل مع النبي صلى الله عليه وآله من الطيرين حتى فنيا (1).
ومنها ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي (2) مسندا إلى أنس بن مالك قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وآله بحمامة (3)، فقال: اللهم ابعث إلي