على حدتها.
وفي تكرار ذلك تكثير للمحبة لعلي عليه السلام، وهذه درجة عظيمة عالية رافعة تفرد بها من دون الخلائق وأمن فيها المشاركة، وإن كان الله تعالى يحب كل متقي، لكنه عليه السلام أمن المشاركة في الدرجة العالية من المحبة التي لا ينالها أحد من الأمة.
فإن قيل: قول النبي عليه السلام (ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك يأكل معي من هذا الطائر) أراد به في ذلك الوقت خاصة.
فالجواب: لا يصح ذلك، لأن قوله عليه السلام لفظ عام، فمن خصه بوقت دون وقت فعليه الدلالة، لأن العام لا يخص بالاقتراح بل يخصص بدليل، ومن دون ذلك خرط القتاد ومثال الثريا.
فإن قيل: هذا خبر من أخبار الآحاد، وهي لا توجب علما ولا عملا، ورواه أنس وهو فاسق عند الاثني عشرية، بل ربما قالوا بتكفيره، لأنهم يقولون عنه أنه كتم الشهادة في نص الرسول عليه السلام على علي حتى دعا عليه أمير المؤمنين عليه السلام ببلاء لا تواريه الثياب فبرص على كبر السن ومات وهو أبرص، فكيف يجوز أن يعتمد على روايته.
فالجواب: إن هذا الخبر - وإن كان من أخبار الآحاد - فإن الأمة بأجمعها قد تلقته بالقبول ودونوه في كتبهم، ولم ينقل أن أحدا رده على أنس ولا أنكر صحته عند روايته، فصار الإجماع عليه من الفريقين هو الحجة، والمعتمد على الإجماع. ولم يخل ببرهانه كونه من أخبار الآحاد.
وأيضا فقد رواه سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد تقدم ذكره في رواية أحمد بن حنبل، وروي في الروايات التي أشرت إلى