صلى الله عليه وآله كنى عن نفسه الشريفة بمدينة العلم وبدار الحكمة، ثم أخبر أن الوصول إلى علمه وحكمته وإلى جنة الله سبحانه وتعالى من جهة علي خاصة، لأنه جعله كباب مدينة العلم والحكمة والجنة التي لا يدخل إليها إلا منه، وكذب من زعم أنه يصل إلى المدينة من الباب. ثم أوجب ذلك الأمر لأنه عليه السلام جعل الذي في تركه لمن زعم أنه يصل إلى المدينة لا من الباب (1).
وفيه دليل على عصمته، لأنه لو كان غير معصوم لصح منه وقوع القبيح، وإذا وقع كان الاقتداء به قبيحا. وقد جعله قدوة في العلوم، فيؤدي إلى أن يكون الرسول عليه السلام قد أمر بالقبيح، وذلك محال، فالأول مثله، فثبتت عصمته.
ويدل أيضا على أنه إمام الأمة، لأنه الباب لتلك العلوم، ويؤيد ذلك ما علم من اختلاف الأمة، ورجوع بعض إلى بعض، وغناه عليه السلام عنها.
ويدل على ولاية علي عليه السلام وإمامته، وأنه لا يصح أخذ العلم والحكمة ودخول الجنة في حياته وبعد وفاته إلا من قبله ورواية العلم والحكمة إلا عنه، لقوله تعالى * (وأتو البيوت من أبوابها) * (2) حيث كان عليه السلام هو الباب.
ويدل أيضا على أن من أخذ شيئا من هذه العلوم والحكمة التي احتوى عليها رسول الله صلى الله عليه وآله من غير جهة علي عليه السلام كان عليها رسول الله صلى الله عليه وآله من غير جهة علي عليه السلام كان عاصيا كالسارق والمتسور، لأن السارق والمتسور إذا دخلا من غير