لي منها بأربعة آلاف درهم! قال: فأمر له يزيد بأربعة آلاف درهم، وضم إليه من الرجال ما أحب (1)، ثم دعا بابنه خالد فجعله معه وقال: انظر لا أراك منهزما.
قال: فسار القوم والهياج بن عبد الرحمن الأزدي بين أيديهم وذلك في جوف الليل (2)، وقد أضرمت النيران حول العسكر حتى صارت النيران كأمثال الجبال، قال: ونظر أهل القلعة إلى تلك النيران فهالهم ذلك، ثم خرجوا من باب القلعة يريدون حرب المسلمين كعادتهم وهم آمنون من ذلك الوجه الذي قد قصده المسلمون. قال: وأشرف المسلمون عليهم وعلى القلعة ونظروا إلى ما فيها، فكبروا واقتحموا. قال: فلم يشعر العدو إلا والمسلمون من ورائهم في القلعة فأعطوا بأيديهم، وفتحوا القلعة عنوة وأخذ المرزبان، وأخذت القلعة وجميع ما فيها من الرجال والنساء والذرية والأموال، ولم يبرح خالد بن يزيد من موضعه ذلك حتى أصبح، ثم أقبل إلى أهله بأهل القلعة مع نسائهم وأموالهم وأولادهم وكثيرهم وقليلهم. فأمر يزيد بن المهلب بالمرزبان فضربت عنقه صبرا وأعناق أصحابه، واحتوى على أموالهم ونسائهم وأولادهم، ثم أمر بهدم حيطان القلعة، وأقبل حتى نزل على جرجان في موضع فوضع عليها المجانيق ورماها بالنيران والنفط، فلم يزل كذلك حتى فتحها عنوة بالسيف. ثم أمر بقتل القوم (3)، فلم يزل يقتل ويجتهد إلى أن جرت الأرحية، فلم يجر الدم فأجرى معه الماء، فدارت الأرحية بالماء والدم، فطحن واختبز له من ذلك الطحين خبزا فأكل وبر قسمه (4)، فأنشأ بعض بني عمه يقول في ذلك:
فتح الله للأمير يزيد * ذي المعالي والفضل والاحسان بلد الترك والأعاجم طرا * من قرى مروها إلى جرجان كمن القوم بالسلاح عليهم * كل قوم من القروم هجان ولقد وجه الجنود إليهم * واثقا بالمهيمن الحنان