ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} إلى قوله تعالى: {وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} أي لا يضيع لكم عند الله أجره في الآخرة وعاجل خلفه في الدنيا. ثم قال تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} أي إن دعوك إلى السلم على الاسلام فصالحهم عليه {وتوكل على الله} إن الله كافيك {إنه هو السميع العليم}.
قال ابن هشام: جنحوا للسلم: مالوا إليك للسلم. الجنوح: الميل. قال لبيد ابن ربيعة:
جنوح الهالكي على يديه * مكبا يجتلي نقب النصال وهذا البيت في قصيدة له [يريد الصيقل المكب على عمله. النقب: صدأ السيف. يجتلي: يجلوا السيف. والسلم [أيضا]: الصلح، وفى كتاب الله عز وجل {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون - 35 من سورة محمد} ويقرأ:
" إلى السلم "، وهو ذلك المعنى: قال زهير بن أبي سلمى:
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا * بمال ومعروف من القول نسلم وهذا البيت في قصيدة له.
قال ابن هشام: وبلغني عن الحسن بن أبي الحسن البصري، أنه كان يقول: {وإن جنحوا للسلم} للاسلام. وفى كتاب الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة - 208 من سورة البقرة}، ويقرأ {في السلم}، وهو الاسلام. قال أمية بن أبي الصلت:
فما أنابوا لسلم حين تنذرهم * رسل الاله وما كانوا له عضدا وهذا البيت في قصيدة له. وتقول العرب لدلو تعمل مستطيلة: السلم. قال طرفة بن العبد، أحد بنى قيس بن ثعلبة، يصف ناقة له:
لها مرفقان أفتلان كأنما * تمر بسلمى دالح متشدد