قال ابن هشام: يضاهئون: أي يشاكل قولهم قول الذين كفروا، نحو أن تحدت بحديث، فيحدث آخر بمثله، فهو يضاهيك.
قال ابن إسحاق: وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود بن سيحان، ونعمان بن أضاء، وبحري بن عمرو، وعزير بن أبي عزير، وسلام بن مشكم، فقالوا: أحق يا محمد أن هذا الذي جئت به حق من عند الله، فإنا لا نراه متسقا كما تتسق التوراة؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله إنكم لتعرفون أنه من عند الله، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما جاءوا به، فقالوا عند ذلك، وهم جميع:
فنحاص، وعبد الله بن صوريا، وابن صلوبا، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وأشيع، وكعب بن أسد، وشمويل بن زيد، وجبل بن عمرو بن سكينة:
يا محمد، أما يعلمك هذا إنس ولا جن؟ قال: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله إنكم لتعلمون أنه من عند الله وإني لرسول الله، تجدون ذلك مكتوبا عندكم في التوراة، فقالوا: يا محمد، فإن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما يشاء، ويقدر منه على ما أراد، فأنزل علينا كتابا من السماء نقرؤه ونعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتى به، فأنزل الله تعالى فيهم وفيما قالوا {قل: لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا - 88 من سورة الإسراء} قال ابن هشام: الظهير: العون. ومنه قول العرب: تظاهروا عليه، أي تعاونوا عليه، قال الشاعر:
يا سمى النبي أصبحت للدين * قواما وللامام ظهيرا أي عونا، وجمعه: ظهراء.
قال ابن إسحاق: وقال حيى بن أخطب، وكعب بن أسد، وأبو رافع (1)، (هامش ص 410) (1) في ا " وأبو رافع " وكلا الاسمين مذكور في اليهود.