سنة 60 من يوم عرفة بعد مخرج الحسين من مكة مقبلا إلى الكوفة بيوم، قال: وكان مخرج الحسين من المدينة إلى مكة يوم الاحد لليلتين بقيتا من رجب سنة 60، ودخل مكة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، فأقام بمكة شعبان وشهر رمضان وشوال وذا القعدة.
ثم خرج منها لثمان مضين من ذي الحجة يوم الثلاثاء يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل، وذكر هارون بن مسلم عن علي بن صالح عن عيسى بن يزيد: أن المختار بن أبي عبيد وعبد الله بن الحارث بن نوفل كانا خرجا مع مسلم، خرج المختار براية خضراء، وخرج عبد الله براية حمراء وعليه ثياب حمر، وجاء المختار برايته فركزها على باب عمرو بن حريث.
وقال: انما خرجت لأمنع عمرا وأن الأشعث والقعقاع بن شور وشبث بن ربعي قاتلوا مسلما وأصحابه عشية سار مسلم إلى قصر ابن زياد قتالا شديدا، وان شبثا جعل يقول: انتظروا بهم الليل يتفرقوا فقال له القعقاع: انك قد سددت على الناس وجه مصيرهم، فافرج لهم ينسربوا، وأن عبيد الله أمر ان يطلب المختار وعبد الله بن الحارث وجعل فيهما جعلا فأتى بهما فحبسا.