كان سبب نزولها: أنه لما رجع رسول الله من غزاة خيبر (1) وخيبر كانت في أوائل السابعة.
بل قالوا: إن أزواجه (صلى الله عليه وآله) كن يومئذ تسعا وعدوا منهن زينب بنت جحش - تزوجها في أواخر الخامسة - وجويرية بنت الحارث زعيم بني المصطلق - في السادسة - وصفية بنت حيي بن أخطب - في أوائل السابعة - وميمونة بنت الحارث الهلالية - آخر الثامنة - (2).
وهذا يقتضي نزول السورة أو هذه الآيات منها في أواخر الثامنة بعد زواجه بميمونة بنت الحارث الهلالية في عمرة القضاء في آخر الثامنة.
والآية 33 منها فيها قوله سبحانه: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * وهو ما استفاضت الأخبار بنزوله في بيت أم سلمة في من اشتمل عليهم كساء النبي: هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (3) وليس في خبر من أخباره - على كثرتها واختلاف ألفاظها - أن الحسن (عليه السلام) أو الحسين (عليهما السلام) كان رضيعا أو طفلا محمولا، بل يبدو منها أنهما كانا يافعين يمشيان ويدركان ظاهرا، فلم يكن النزول في السنة الخامسة.
وعليه فأنا أؤجل ذكر هاتين الحادثتين: تخيير النبي أزواجه، ونزول آية التطهير إلى أواخر السنة الثامنة، وفيما قبل ذلك أذكر خبر " تفسير القمي " في تخيير أزواج النبي بعد خيبر، لنصه على ذلك.