فقدم وضرب عنقه فقتلهم رسول الله في البردين (1) بالغداة والعشي في ثلاثة أيام وكان يقول: اسقوهم العذب واطعموهم الطيب وأحسنوا إلى أساراهم، حتى قتلهم كلهم وأنزل الله على رسوله (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم) أي من حصونهم (وقذف في قلوبهم الرعب - إلى قوله - وكان الله على كل شئ قديرا).
واما قوله (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن اجرا عظيما) فإنه كان سبب نزولها انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزاة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قلن أزواجه أعطنا ما أصبت، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وآله قسمته بين المسلمين على ما امر الله فغضبن من ذلك وقلن لعلك ترى انك ان طلقتنا ان لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا فانف الله لرسوله فأمره ان يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلى الله عليه وآله في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوما، حتى حضن وطهرن ثم انزل الله هذه الآية وهي آية التخيير فقال (يا أيها النبي قل لأزواجك - إلى قوله - اجرا عظيما) فقامت أم سلمة وهي أول من قامت وقالت قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك فأنزل الله (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء الآية) قال الصادق عليه السلام من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء) مع هذه الآية (يا أيها النبي قل لأزواجك.. الخ) وقد أخرت عنها في التأليف.
ثم خاطب الله عز وجل نساء نبيه فقال (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة