" السيرة الحلبية " أيضا (1) وهو الظاهر من رواية الحاكم الحسكاني النيشابوري في " المستدرك على الصحيحين " (2).
وقال ابن سعد في " الطبقات " (3) والسهيلي في " الروض الأنف " والكازروني في " المنتقى " ما معناه: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما قدم المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار على الحق والمواساة يتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام، فلما كانت وقعة بدر أنزل الله تعالى في سورة الأنفال: * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) * نسخت هذه الآية ما كان قبلها، ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذو رحمه.
وقال السهيلي: فلما عز الإسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة أنزل الله سبحانه: * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) * أي في الميراث. ثم جعل المؤمنين كلهم أخوة فقال: * (إنما المؤمنون أخوة) * يعني في التودد وشمول الدعوة.
وهذا يعني أن عقد المؤاخاة كان قبل نزول هذه الآية، وهذه الآية عممت الاخوة.