إن أهل الجاهلية كانوا لا يورثون الصبي الصغير ولا الجارية من ميراث آبائهم شيئا، وكانوا لا يعطون الميراث إلا لمن يقاتل، وكانوا يرون ذلك في دينهم حسنا!
فلما أنزل الله المواريث وجدوا من ذلك وجدا شديدا، فقالوا: انطلقوا إلى رسول الله فنذكره ذلك لعله يدعه أو يغيره!
فأتوه فقالوا: يا رسول الله، للجارية نصف ما ترك أبوها وأخوها ويعطى الصبي الصغير الميراث وليس أحد منهما يركب الفرس ولا يحوز الغنيمة ولا يقاتل العدو؟!
فقال رسول الله: بذلك أمرت (1).
أما سورة آل عمران قبلها، فهي ثالث سورة مدنية نزلت بعد الأنفال، وآياتها مئتان، قال ابن إسحاق عنها: مما أنزل الله في يوم أحد من القرآن ستون آية من آل عمران فيها صفة ما كان في يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب منهم (2).
وروى الواقدي في " المغازي " مسندا: أن المسور بن مخرمة قال لعبد الرحمان بن عوف: حدثنا عن أحد. فقال: يا بن أخي عد بعد العشرين ومئة من آل عمران فكأنك قد حضرتنا: * (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) * (3).
وكذلك بدأ ابن إسحاق، وختم الستين آية بالآية المئة والثمانين: * (... وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) * (4). وإن لم يعينوا تأريخ نزولها متى؟