موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٦١
قال الطبرسي: فلما صار على الطريق قالوا: نرجع. فقال (صلى الله عليه وآله): ما كان لنبي إذا قصد قوما أن يرجع عنهم (1).
(١) إعلام الورى ١: ١٧٦ وقصص الأنبياء: ٣٤٠ ومناقب آل أبي طالب ١: ١٩١. وقال ابن إسحاق: وكان ذلك يوم الجمعة، وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له: مالك ابن عمرو من بني النجار، فصلى عليه رسول الله ثم دخل بيته فلبس لأمته ثم خرج عليهم.
وندم الناس وقالوا: استكرهنا رسول الله ولم يكن لنا ذلك. فلما خرج عليهم رسول الله قالوا: يا رسول الله استكرهناك ولم يكن لنا ذلك، فان شئت فاقعد. فقال رسول الله: ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل ٣: ٦٨.
بينما قال الواقدي: فلما أبوا الا الخروج، صلى رسول الله الجمعة بالناس، ثم وعظ الناس (أي بخطبة بعد الصلاة؟!) وأمرهم بالجد والجهاد وأخبرهم أن لهم النصر ما صبروا. وأمرهم بالتهيؤ لعدوهم فأعلمهم بذلك بالشخوص إلى عدوهم، ففرح الناس بذلك، وكرهه كثير من أصحابه. وحشد الناس وحضر أهل العوالي وصعد النساء على الآطام، وحضر بنو عمرو بن عوف وحلفاؤهم والنبيت وحلفاؤهم وقد لبسوا السلاح لصلاة العصرفصلى بهم رسول الله. ثم دخل بيته.. واصطف له الناس ما بين حجرته إلى منبره ينتظرون خروجه.
فجاءهم أسيد بن حضير وسعد بن معاذ فقالا: قلتم لرسول الله ما قلتم واستكرهتموه على الخروج، والأمر ينزل عليه من السماء؟! فردوا الأمر إليه فما أمركم به فافعلوه وما رأيتم له فيه هوى أو رأي فأطيعوه. وكان بعضهم كارها للخروج فقالوا: القول ما قال سعد، ما كان لنا أن نلح على رسول الله أمرا يهوى خلافه، وبعضهم مصر على الشخوص، إذ خرج رسول الله قد لبس لأمته ودرعين ظاهر بينهما (أي جعل ظهر أحدهما لوجه الآخر) وتحزم وسطها بمنطقة من حمائل سيف من أدم، واعتم وتقلد سيفا.
فقالوا: يا رسول الله ما كان لنا أن نخالفك، فاصنع ما بدا لك.
فقال: قد دعوتكم إلى هذا فأبيتم ولا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه. انظروا ما آمركم به فاتبعوه، امضوا على اسم الله فلكم النصر ما صبرتم. 1: 213، 214.