كبيرا ذا مال كثير، فقال: يا رسول الله بماذا أتصدق؟ وعلى من أتصدق؟ فنزلت الآية (1).
وطبيعي أن لا علاقة لهذا السؤال والجواب بوقائع بدر اللهم الا أن نعطف النظر إلى الآية ما قبل عشر آيات، وهي: * (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * (2) وما روي عن أبي أيوب الأنصاري سببا لنزولها، إذ كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة وأشرافهم (3) ولم يكن ممن حضر بدرا، وحضر بدرا ابناه معاذ وخلاد، وضرب معاذ رجل أبي جهل فقطعها، فضرب عكرمة بن أبي جهل على يد معاذ فقطعها (4) فلعل أباه عمرا سأل النبي عن الصدقة شكرا على حياة ابنه معاذ وكفارة عن عدم حضوره هو في بدر فأجيب.
وتعود الآية التالية على موضوع القتال فتقول: * (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) * (5) والآية تقرير لعمل الرسول لا ابتداء تشريع للقتال.
ثم تنتقل الآيتان التاليتان إلى الإجابة على السؤال عن القتال في الشهر الحرام حيث وقع ذلك قبل بدر في سرية النخلة في آخر يوم من شهر رجب، فتقول: * (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل