صاحب الجواهر الذي كان يدرس فيه أيضا، حتى بعد أن بنوا له مسجده الكبير المشهور باسمه.
واستمرت العادة كذلك إلى عصر الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب الكفاية فقد كان تدريسه فيه ليلا إلى أن توفي، وقد أحصيت عدة تلامذته في الأواخر بعض الليالي فتجاوزت الألف والمائتين، وكذلك شيخ الشريعة الأصفهاني، فقد كان يدرس فيه عصرا إلى أن توفي، كما أن تلميذ الخراسان الشيخ ضياء الدين العراقي كان يدرس فيه صبحا إلى أن توفي.
وموقع مسجد الشيخ في محلة المشراق من الجهة الشمالية للصحن المرتضوي الشريف وسمي باب الصحن المنتهى إلى مرقده ب " باب الطوسي، وقد طرأت عليه بعد عمارته الأولى عمارتان، حسبما نعلم إحداهما في حدود سنة 1198 وذلك بترغيب من السيد مهدي بحر العلوم كما ذكره في الفوائد الرجالية فقد قال: وقد جدد مسجده في حدود سنة 1198 فصار من أعظم المساجد في الغري، وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من اهل السعادة.
وبني لنفسه مقبرة في جواره دفن فيها مع أولاده وجملة من أحفاده.
والثانية في سنة 1305 كما ذكره السيد جعفر آل بحر العلوم في كتابه تحفة العالم ج 1 ص 204 وكانت بعناية السيد حسين آل بحر العلوم المتوفى سنة 1306، كما قاله، فإنه لما رأى تضعضع أركانه وانها آلت إلى الخراب رغب بعض أهل الخير في قلعه من أساسه، فجدد وهي العمارة الموجودة اليوم.
وفي سنة 1369. هدمت الحكومة ما يقرب من ربع مساحته فأضافتها إلى الشارع الذي فتحته بجنبه في نفس العام، وسمته بشارع الطوسي أيضا، فصار للمسجد بابان أحدهما وهو الأكبر والأوجه على الشارع الجديد العام من جهة الشرق، والثاني وهو الباب الأول من جهة الغرب على الطريق القديم مقابل المدرسة المهدية. 340:
الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين بن الحر العاملي المشغري صاحب الوسائل مولده ووفاته ولد في قرية مشغرى ليلة الجمعة ثامن رجب سنة 1033 كما ذكره هو في أمل الآمل وتوفي في المشهد المقدس الرضوي بطوس سنة 1104 عن احدى وسبعين سنة ودفن في إيوان بعض حجر الصحن الشريف وتاريخ وفاته منقوش على صخرة موضوعة على قبره الشريف فما ذكره المحبي في خلاصة الأثر ان وفاته باليمن أو إيران سنة 1079 سهو منه.
أقوال العلماء في حقه في السلافة: علم علم لا تباريه الاعلام وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام أرجت أنفاس فرائده ارجاء الأقطار وأحيت كل ارض نزلت بها فكانت لبقاع الأرض أمطار تصانيفه في جبهات الأيام غرر وكلماته في عقود السطور درر وهو الآن قاطن ببلاد العجم ينشد لسان حاله:
انا ابن الذي لم يخزني في حياته ولم اخزه لما تغيب في الرجم يحيي بفضله مآثر اسلافه وينتشي مصطحبا ومغتبقا برحيق سلافه وله شعر مستعذب الجنا بديع المجتلي والمجتنى آه.
أحواله كان اخباريا صرفا ذكر في كتابه أمل الآمل فقال: قرأ في مشغرى على أبيه وعمه الشيخ محمد الحر وجده لامه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر وخال أبيه الشيخ علي بن محمود وغيرهم وقرأ في قرية جبع على عمه أيضا وعلى الشيخ زين الدين بن محمد الحسن صاحب المعالم ابن زين الدين الشهيد الثاني وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم. أقام في البلاد أربعين سنة وحج فيها مرتين ثم سافر إلى العراق فزار الأئمة ع ثم زار الرضا ع بطوس واتفق مجاورته بها إلى هذا الوقت مدة أربع وعشرين سنة وحج أيضا مرتين وزار أئمة العراق ع أيضا مرتين اه وصرح في خاتمة أمل الآمل ان وروده المشهد الرضوي كان سنة 1073 وقال المحبي في خلاصة الأثر قدم مكة في سنة 1087 أو 1088 وفي الثانية منها قتلت الأتراك بمكة جماعة من الفرس لما اتهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوثا وكان صاحب الترجمة قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم فلما حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه فالتجأ إلى السيد موسى بن سليمان أحد أشراف مكة الحسنيين وسأله ان يخرجه من مكة إلى نواحي اليمن فأخرجه مع أحد رجاله إليها فنجا آه وهكذا كان اهل مكة وخدمة البيت الشريف يأتون بطبيخ العدس الجريش بعد أن يترك في حر الحجاز حتى ينتن ويضعونه على جدار الكعبة المعظمة أو في المسجد ويتهمون به الفرس المسلمين القادمين لحج بيت الله الحرام من البلاد الشاسعة المعتقدين لحرمة البيت والمسجد وحرمة تنجيسهما ويعتدون عليهم بالقتل وأنواع الأذى ويحرشون عليهم الأتراك وعساكرهم ليس إلا لأنهم شيعة من اتباع أهل البيت الطاهر جرأة على الله تعالى وعنادا للحق نابذين كتاب الله تعالى وراء ظهورهم حيث يقول ومن دخله كان آمنا.
وفي روضات الجنات: انه مر في طريق سفره إلى المشهد المقدس بأصفهان ولاقى بها كثيرا من علمائها وكان أشدهم انسا به وأكثرهم صحبة له المولى محمد باقر المجلسي وأجاز كل منهما صاحبه هناك فقد ذكر صاحب الترجمة روايته عن المجلسي بعد تعداد أسماء الكتب المعتمدة التي ينقل عنها في كتاب الوسائل فقال ونرويها أيضا عن المولى الأجل الأكمل الورع المدقق مولانا محمد باقر بن الأفضل الأكمل مولانا محمد تقي المجلسي أيده الله تعالى وهو آخر من أجازني وأجزت له عن أبيه وشيخه مولانا حسن علي التستري والمولى الجليل ميرزا رفع الدين محمد النائيني والفاضل الصالح شريف الدين محمد الرويدشتي كلهم عن الشيخ الأجل الأكمل بهاء الدين محمد العاملي إلى آخره وذكر نظيره المجلسي في مجلد الإجازات من البحار.
ومما يحكى عنه انه ذهب مدة اقامته بأصفهان إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي فدخل بدون استئذان وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالسا عليه فسال عنه الشاه فأخبر انه عالم جليل من علماء العرب يدعى محمد بن الحسن الحر العاملي فالتفت اليه وقال: فرق ميان حر وخر چقدر است اي كم هو الفرق بين حر وخر، وخر بالفارسية معناها الحمار فقال له الشيخ على الفور يك متكأ اي مخدة واحدة فعجب الشاه من