الري وكان سائر عسكر السلطان يخدمونه ويقفون ببابه وكان قتله بيد الباطنية وقف له جماعة منهم بزي النساء واستغثن به فوقف يسمع كلامهم فقتلوه، فلما قتل جمع صاحبه العساكر وقصد الباطنية فقتل منهم وأكثر وفعل بهم ما لم يفعله غيره ولم يزل يغزوهم ويقتل فيهم ويخرب بلادهم إلى أن مات.
وفيها زلزلت كنجة وغيرها من أعمال أذربيجان وأران إلا أن أشدها كان بكنجة فخرب منها الكثير وهلك عالم لا يحصون كثرة قيل كان الهلكى مائتي ألف وثلاثين ألفا وكان من جملة الهلكى ابنان لقراسنقر صاحب البلاد وتهدمت قلعة هناك لمجاهد الدين بهروز وذهب له فيها من الذخائر والأموال شيء عظيم.
وفيها شرع مجاهد الدين بهروز في عمل النهروانات سكر سكرا عظيما سرد الماء إلى مجراه الأول وحفر مجرى الماء القديم وخرق إليه مجراة تأخذ من ديالى ثم استحال بعد ذلك وجرى الماء ناحية من السكر وبقي السكر في البر لا ينتفع به أحد ولم يتعرض أحد إلى رده إلى مجراه عند السكر إلى وقتنا هذا.
وفيها انقطع الغيث ببغداد والعراق ولم يجئ غير مرة واحدة في أذار ثم انقطع ووقع الغلاء وعدمت الأقوات بالعراق.
وفيها في جمادى الآخرة دخل الخليفة بفاطمة خاتون بنت السلطان مسعود وكان يوم حملها إلى دار الخليفة يوما مشهودا غلقت بغداد عشرة أيام وزينت وتزوج السلطان مسعود بابنة الخليفة المقتفي لأمر الله، وعقد عليها، وأستقر أن يتأخر زفافها خمس سنين لصغره؛ وفيها، في ربيع الأول، توفي القاضي أبو الفضل يحيى ابن قاضي دمشق المعرف بالزكي.