على أن تبايع وتدخل في طاعته قال أوليس لي خراج بادوريا وغيرها لست قابلا شيئا ولا آمنهم على شئ ولكني أراك يا فتى - وسيف يومئذ حدث - حدثا عاقلا فهل لك أن تتبعني وأمولك فأبى عليه فقال ابن الحر حين خرج من الحبس لا كوفة أمي ولا بصرة أبى * ولا أنا يثنيني عن الرحلة الكسل قال أبو الحسن يروى هذا البيت لسحيم بن وثيل الرياحي فلا تحسبني ابن الزبير كناعس * إذا حل أغفى أو يقال له ارتحل فإن لم أزرك الخيل تردى عوابسا * بفرسانها لا أدع بالحازم البطل وإن لم تر الغارات من كل جانب * عليك فتندم عاجلا أيها الرجل فلا وضعت عندي حصان قناعها * ولا عشت إلا بالآماني والعلل وهى طويلة فبعث إليه مصعب الأبرد بن قرة الرياحي في نفر فقاتله فهزمه ابن الحر وضربه ضربة على وجهه فبعث إليه مصعب حريث بن زيد أو يزيد فبارزه فقتله عبيد الله بن الحر فبعث إليه مصعب الحجاج بن حارثة الخثعمي ومسلم بن عمرو فلقياه بنهر صرصر فقاتلهم فهزمهم فأرسل مصعب قوما يدعونه إلى أن يؤمنه ويصله ويوليه أي بلد شاء فلم يقبل وأتى نرسي ففر دهقانها ظيزجشنس بمال الفلوجة فتبعه ابن الحر حتى مر بعين التمر وعليها بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني فتعوذ بهم الدهقان فخرجوا إليه فقاتلوه وكانت خيل بسطام خمسين ومائة فارس فقال يونس بن هاعان الهمداني من خيوان ودعاه ابن الحر إلى المبارزة شر دهر آخره ما كنت أحسبني أعيش حتى يدعوني إنسان إلى المبارزة فبارزه فضربه ابن الحر ضربة أثخنته ثم اعتنقا فخرا جميعا عن فرسيهما وأخذ ابن الحر عمامة يونس وكتفه بها ثم ركب ووافاهم الحجاج بن حارثة الخثعمي فحمل عليه الحجاج فأسره أيضا عبيد الله وبارز بسطام بن مصقلة المجشر فاضطربا حتى كره كل واحد منهما صاحبه وعلاه بسطام فلما رأى ذلك ابن الحر حمل على بسطام واعتنقه بسطام فسقطا إلى الأرض وسقط ابن الحر على صدر بسطام فأسره وأسر يومئذ ناسا كثيرا فكان الرجل يقول أنا صاحبك يوم كذا ويقول الآخر أنا
(٥٩٠)