فإن رغمت من ذاك آنف مذحج * فرغما وسخطا للأنوف السواخط (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة وافت عرفات أربعة ألوية قال محمد بن عمر حدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال وقفت في سنة 68 بعرفات أربعة ألوية ابن الحنفية في أصحابه في لواء قام عند جبل المشاة وابن الزبير في لواء فقام مقام الامام اليوم ثم تقدم ابن الحنفية بأصحابه حتى وقفوا حذاء ابن الزبير ونجدة الحروري خلفهما ولواء بنى أمية عن يسارهما فكان أول لواء انفض لواء محمد بن الحنفية ثم تبعه نجدة ثم لواء بنى أمية ثم لواء ابن الزبير واتبعه الناس قال محمد حدثني ابن نافع عن أبيه قال كان ابن عمر لم يدفع تلك العشية إلا بدفعة ابن الزبير فلما أبطأ ابن الزبير وقد مضى ابن الحنفية ونجدة وبنو أمية قال ابن عمر ينتظر ابن الزبير أمر الجاهلية ثم دفع فدفع ابن الزبير على أثره قال محمد حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير عن أبيه قال خفت الفتنة فمشيت إليهم جميعا فجئت محمد بن علي في الشعب فقلت يا أبا القاسم اتق الله فإنا في مشعر حرام وبلد حرام والناس وفد الله إلى هذا البيت فلا تفسد عليهم حجهم فقال والله ما أريد ذلك وما أحول بين أحد وبين هذا البيت ولا يؤتى أحد من الحاج من قبلي ولكني رجل أدفع عن نفسي من ابن الزبير وما يروم منى وما أطلب هذا الامر إلا أن لا يختلف على فيه اثنان ولكن ائت ابن الزبير فكلمه وعليك بنجدة قال محمد فجئت ابن الزبير فكلمته بنحو ما كلمت به ابن الحنفية فقال أنا رجل قد اجتمع على الناس وبايعوني وهؤلاء أهل خلاف فقلت أرى خيرا لك الكف قال أفعل ثم جئت نجدة الحروري فأجده في أصحابه وأجد عكرمة غلام ابن عباس عنده فقلت له استأذن لي على صاحبك قال فدخل فلم ينشب أن أذن لي فدخلت فعظمت عليه وكلمته كما كلمت الرجلين فقال أما أن أبتدئ أحدا بقتال فلا ولكن من بدأ بقتال قاتلته قلت فانى رأيت الرجلين لا يريدان قتالك ثم جئت شيعة بنى أمية فكلمتهم بنحو ما كلمت به القوم فقالوا نحن على أن لا نقابل أحدا إلا أن يقاتلنا فلم أر في تلك الألوية قوما أسكن ولا أسلم دفعة من ابن الحنفية (قال أبو جعفر) وكان العامل لابن
(٥٩٥)