التي طرحت إلى الناس فجبيت حتى عادت كلها إلى بيت المال ورمى يحيى بن سعيد يومئذ في رأسه بصخرة وأمر عبد الملك بسريره فأبرز إلى المسجد وخرج فجلس عليه وفقد الوليد بن عبد الملك فجعل يقول ويحكم أين الوليد وأبيهم لئن كانوا قتلوه لقد أدركوا ثأرهم فأتاه إبراهيم بن عربي الكناني فقال هذا الوليد عندي قد أصابته جراحة وليس عليه بأس فأتى عبد الملك بيحيى بن سعيد فأمر به أن يقتل فقام إليه عبد العزيز فقال جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين أنراك قاتلا بنى أمية في يوم واحد فأمر بيحيى فحبس ثم أتى بعنبسة بن سعيد فأمر به أن يقتل فقام إليه عبد العزيز فقال أذكرك الله يا أمير المؤمنين في استئصال بنى أمية وهلاكها فأمر بعنبسة فحبس ثم أتى بعامر بن الأسود الكلبي فضرب رأسه عبد الملك بقضيب خيزران كان معه ثم قال أتقاتلني مع عمرو وتكون معه على ثم قال نعم لان عمرا أكرمني وأهنتني وأدناني وأقصيتني وقربني وأبعدتني وأحسن إلى وأسأت إلى فكنت معه عليك فأمر به عبد الملك أن يقتل فقام عبد العزيز فقال أذكرك الله يا أمير المؤمنين في خالي فوهبه له وأمر ببنى سعيد فحبسوا ومكث يحيى في الحبس شهرا أو أكثر ثم إن عبد الملك صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم استشار الناس في قتله فقام بعض خطباء الناس فقال يا أمير المؤمنين هل تلد الحية إلا حية نرى والله أن تقتله فإنه منافق عدو ثم قام عبد الله بن مسعدة الفزاري فقال يا أمير المؤمنين ان يحيى ابن عمك وقرابته ما قد علمت وقد صنعوا ما صنعوا وصنعت بهم ما قد صنعت ولست لهم بآمن ولا أرى لك قتلهم ولكن سيرهم إلى عدوك فإن هم قتلوا كنت قد كفيت أمرهم بيد غيرك وان هم سلموا ورجعوا رأيت فيهم رأيك فأخذ برأيه وأخرج آل سعيد فألحقهم بمصعب بن الزبير فلما قدموا عليه دخل عليه يحيى بن سعيد فقال له ابن الزبير انفلت وانحص الذنب فقال ولله إن الذنب لبهلبه ثم إن عبد الملك بعث إلى امرأة عمر الكلبية ابعثي إلى بالصلح الذي كنت كتبته لعمرو فقالت لرسوله ارجع إليه فأعلمه انى قد لففت ذلك الصلح معه في أكفانه ليخاصمك به عند ربه وكان عمرو بن سعيد وعبد الملك
(٦٠١)