وخرج ابن الحر من الكوفة فكتب مصعب إلى يزيد بن الحارث بن رؤيم الشيباني وهو بالمدائن يأمره بقتال ابن الحر فقدم ابنه حوشبا فلقيه بباجسرى فهزمه عبيد الله وقتل فيهم وأقبل ابن الحر فدخل المدائن فتحصنوا فخرج عبيد الله فوجه إليه الجون بن كعب الهمداني وبشر بن عبد الله الأسدي فنزل الجون حولايا وقدم بشر إلى تأمرا فلقى ابن الحر فقتله ابن الحر وهزم أصحابه ثم لقى الجون بن كعب بحولايا فخرج إليه عبد الرحمن بن عبد الله فحمل عليه ابن الحر فطعنه فقتله وهزم أصحابه وتبعهم فخرج إليه بشير بن عبد الرحمن بن بشير العجلي فالتقوا بسورا فاقتتلوا قتالا شديدا فانحاز بشير عنه فرجع إلى عمله وقال قد هزمت ابن الحر فبلغ قوله مصعبا فقال هذا من الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وأقام عبيد الله في السواد يغير ويجبى الخراج قال ابن الحر في ذلك سلوا ابن رؤيم عن جلادي وموقفي * بإيوان كسرى لا أوليهم ظهري أكر عليهم معلما وتراهم * كمعزى تحنى خشية الذئب بالصخر وبيتهم في حصن كسرى بن هرمز * بمشحوذة بيض وخطية سمر فأجديتهم طعنا وضربا تراهم * يلوذون منا موهنا بذرى القصر يلوذون منى رهبة ومخافة * لواذا كما لاذ الحمائم من صقر ثم إن عبيد الله بن الحر فيما ذكر لحق بعبد الملك بن مروان فلما صار إليه وجهه في عشرة نفر نحو الكوفة وأمره بالمسير نحوها حتى تلحقه الجنود فسار بهم فلما بلغ الأنبار وجه إلى الكوفة من يخبر أصحابه بقدومه ويسألهم أن يخرجوا إليه فبلغ ذلك القيسية فأتوا الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عامل ابن الزبير على الكوفة فسألوه أن يبعث معهم جيشا فوجه معهم فلما لقوا عبيد الله قاتلهم ساعة ثم غرقت فرسه وركب معبرا فوثب عليه رجل من الأنباط فأخذ بعضديه وضربه الباقون بالمرادي وصاحوا إن هذا طلبة أمير المؤمنين فاعتنقا فغرقا ثم استخرجوه فحزوا رأسه فبعثوا به إلى الكوفة ثم إلى البصرة (قال
(٥٩٢)