بمنزلة ما كان يرضى بمثلها * إذا قام غنته كبول تحاوبه على الساق فوق الكعب أسود صامت * شديد يداني خطوة ويقاربه وما كان ذا من عظم جرم جنيته * ولكن سعى الساعي بما هو كاذبه وقد كان في الأرض العريضة مسلك * وأي امرئ ضاقت عليه مذاهبه وفى الدهر والأيام للمرء عبرة * وفيما مضى إن ناب يوما نوائبه فكلم عبيد الله قوما من مذحج أن يأتوا مصعبا في أمره وأرسل إلى وجوههم فقال ائتوا مصعبا فكلموه في أمري في ذاته فإنه حبسني على غير جرم سعى بي قوم كذبة وخوفوه ما لم أكن لأفعله وما لم يكن من شأني وأرسل إلى فتيان من مذحج وقال البسوا السلاح وخذوا عدة القتال فقد أرسلت قوما إلى مصعب يكلمونه في أمري فأقيموا بالباب فإن خرج القوم وقد شفعهم فلا تعرضوا لاحد وليكن سلاحكم مكفرا بالثياب فجاء قوم من مذحج فدخلوا على مصعب فكلموه فشفعهم فأطلقه وكان ابن الحر قال لأصحابه إن خرجوا ولم يشفعهم فكابروا السجن فإني أعينكم من داخل فلما خرج ابن الحر قال لهم أظهروا السلاح فأظهروه ومضى لم يعرض له أحد فأتى منزله وندم مصعب على إخراجه فأظهر ابن الحر الخلاف وأتاه الناس يهنئونه فقال هذا الامر لا يصلح إلا لمثل خلفائكم الماضين وما نرى لهم فينا ندا ولا شبيها فنلقى إليه أزمتنا ونمحضه نصيحتنا فإن كان إنما هو من عز بز فعلام نعقد لهم في أعناقنا بيعة وليسوا بأشجع منا لقاء ولا أعظم منا غنى وقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وما رأينا بعد الأربعة الماضين إماما صالحا ولا وزيرا تقيا كلهم عاص مخالف قوى الدنيا ضعيف الآخرة فعلام تستحل حرمتنا ونحن أصحاب النخيلة والقادسية وجلولاء ونهاوند نلقى الأسنة بنحورنا والسيوف بجباهنا ثم لا يعرف لنا حقنا وفضلنا فقاتلوا عن حريمكم فأي الامر ما كان فلكم فيه الفضل وإني قد قلبت ظهر المجن وأظهرت لهم العداوة ولا قوة إلا بالله وحاربهم فأغار فأرسل إليه مصعب سيف بن هانئ المرادي فقال له إن مصعبا يعطيك خراج بادوريا
(٥٨٩)