الخوارج المدائن سرحوا إليه عصابة منهم عليها صالح بن مخراق فلقيه بالكوخ فقاتله ساعة ثم تنازلوا فنزل أبو بكر ونزلت الخوارج فقتل أبو بكر ويسار مولاه وعبد الرحمن بن أبي جعال ورجل من قومه وانهزم سائر أصحابه فقال سراقة بن مرداس البارقي في بطن من الأزد ألا يا لقوم للهوم الطوارق * وللحدث الجائى بإحدى الصفائق ومقتل غطريف كريم نجاره * من المقدمين الذائدين الاصادق أتاني دوين الخيف قتل ابن مخنف * وقد غورت أولى النجوم الخوافق فقلت تلقاك الاله برحمة * وصلى عليك الله رب المشارق لحا الله قوما عردوا عنك بكرة * ولم يصبروا للامعات البوارق تولوا فأجلوا بالضحى عن زعيمنا * وسيدنا في المارق المتضايق فأنت متى ما جئتنا في بيوتنا * سمعت عويلا من عوان وعاتق يبكين محمود الضريبة ماجدا * صبورا لدى الهيجاء عند الحقائق فقد أصبحت نفسي لذاك حزينة * وشابت لما حملت منه مفارقي (قال أبو مخنف) فحدثني حدرة بن عبد الله الأزدي والنضر بن صالح العبسي وفضيل بن خديج كلهم أخبرنيه أن الحارث بن أبي ربيعة أتاه أهل الكوفة فصاحوا إليه وقالوا له اخرج فإن هذا عدو لنا قد أظل علينا ليست له بقية فخرج وهو يكد كدا حتى نزل النخيلة فأقام بها أياما فوثب إليه إبراهيم بن الأشتر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإنه سار إلينا عدو ليست له بقية يقتل الرجل والمرأة والمولود ويخيف السبيل ويخرب البلاد فانهض بنا إليه فأمر بالرحيل فخرج فنزل دير عبد الرحمن فأقام فيه حتى دخل إليه شبث بن ربعي فكلمه بنحو مما كلمه به ابن الأشتر فارتحل ولم يكد فلما رأى الناس بطء سيره رجزوا به فقالوا سار بنا القباع سيرا نكرا * يسير يوما ويقيم شهرا فأشخصوه من ذلك المكان فكلما نزل بهم منزلا أقام بهم حتى يضج الناس به من ذلك ويصيحوا به حول فسطاطه فلم يبلغ الصراة إلا في بعضه عشر يوما فأتى
(٥٨٢)